بقلم محمد بشير سيلا – كاتب و الباحث الغامبيي – بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسوله.
فهذه نبذة حول ما حدث في (٢- ١١- ٢٠١٩م ) للأخ الفاضل أبي عرباض وتجمع الحشود من الإخوة الشباب لنصرته والضغط على الشرطة من أجل إطلاق سراحه.
والحمد لله بأن تم حل المشكلة دون إراقة الدماء وإتلاف الأموال.
فهذه بعض الدروس والاقتراحات حول هذه القضية وما يتعلق بها :
1 – الدعوة إلى انعقاد مؤتمر ديني حاشد من قبل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برئاسة فضيلة الشيخ محمد الأمين توري -حفظه الله- أو بالتنسيق مع مشايخ المجلس بحضور الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة.

2 – تسليط الضوء على القضايا الملحة التي تجري في الساحة خصوصا الأزمة الحالية التي يمر بها المجلس الأعلى مع منافسيه من جماعة روضة المجالس، والتي نتج عنها حادثة أمس مع نصح الشباب للتحلي بالصبر والحلم والحكمة والتأني مع تجنب الشدة والسب والشتم وكل ما يؤدي إلى العنف والفتنة التي تكاد توقد في البلاد من أجل السياسة.
فلنحرص كل الحرص على ألا نكون سببا في نشوبها فأهل الدين دائما مصلحون وليسوا بمفسدين.
3- توضيح الظروف والأسباب التي تسببت في تأخير الانتخابات لإدارة المجلس والبحث عن حلها من أجل قطع الطريق على من يريد اختطاف هذا المنصب والاستيلاء عليه دون طريق شرعي.
4- الدعوة إلى جمع التبرعات لدعم إدارة المجلس ونصرتها ماديا ومعنويا لتنفيذ ما ينوي القيام به من إجراء الانتخابات وغيرها من الإصلاحات على الصعيد الإداري والوطني.
5-عدم الاعتماد على وعود الحكومة التي قد لا تتحقق فإن لديهم ما يُشغلهم
مع العلم بأن المجلس مؤسسة شاملة لكل الغامبيين المسلمين في الداخل والخارج بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والطائفية، فكما أن عليهم واجبات فلهم حقوق تجاهنا معشر المسلمين الغامبيين.
6- توجيه رسالة إلى الحكومة وخاصة البرلمان والمطالبة بحماية شرعية المجلس الأعلى كمؤسسة الأم التي ترعى شؤون المسلمين ،يسجل تحتها جميع المؤسسات والمراكز الدينية ،وتخصص لها ميزانية سنوية من قبل البرلمان،
وكذلك الأمر بالنسبة للأمانة العامة للتعليم الإسلامي العربي في غامبيا فيما يتعلق بالميزانية.
7- دعوة جميع المؤسسات والجمعيات والأفراد المسؤولين بتنفيذ المشاريع الخيرية والتنموية الدينية بالتعاون والتنسيق مع المجلس خاصة في تنفيذ حفل الاستفتاح للمشاريع ونحوها من الحفلات الدينية من أجل نصرة المجلس وتقويته أمام الخصوم.
8- دعوة الحكومة ومطالبتها بتعيين ممثل للمجلس في مجلس النواب (البرلمان ) ،
فإن تعذر ذلك ،فتشجيع الشباب من دارسي العربية للمشاركة والعمل في المؤسسات الحكومية والمشاركة السياسية خاصة في البرلمان، والمجالس البلدية لإثبات أحقيتهم والمحافظة على حقوقهم مثل غيرهم من المواطنين وخاصة في مجال التعليم ؛لأن مطالبة الحقوق بطريقة سياسية دبلوماسية سلمية قانونية خير من انتزاعها بالضغط على الحكومة ومؤسساتها وفرض القوة والكثرة، فإن ذلك لا يثمر وقد يكون سببا لإثارة الفتنة والفوضى في البلاد.
9- تشجيع الإخوة على الاهتمام بالتجارة والاستثمار والتنمية المستدامة وفتح مراكز الحرف والمهن المختلفة لتحقيق أهدافهم وتوفير فرص العمل للشباب من دارسي العربية.
10- توسيع دائرة الثقافة والاهتمام بمختلف الفنون والمجالات دينيا وأدبيا وتربويا وقانونيا واقتصاديا وإعلاميا وغيرها من التخصصات، والاهتمام باللغات وخاصة الإنجليزية باعتبارها اللغة الرسمية في البلاد.
11- والأخير دعوة الناس وخاصة – دارسي العربية وكافة شعوب غامبيا- إلى الوحدة والاتفاق ونبذ الخلاف، وتقديم مصلحة الدين والوطن على المصالح الخاصة والفردية. قال تعالى ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ” وقال أيضا ” ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم “
وقال أيضًا ” واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة “.
وختاما نسأل الله تعالى أن يرزقنا الهداية والتوفيق وأن يصلح ذات بيننا وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يوفقنا حكاما ومحكومين لما فيه خير البلاد والعباد، والله ولي التوفيق.